الاثنين، 14 يونيو 2010

ذراع مجرية مفتوحة للثقافة العربية..


كلمات: ناهد نصر
إنه ليس مجرد معرض للخط العربى، بل محاولة لاستعادة جسور الثقة بين العالم الإسلامى وأوروبا، هكذا يصف الدكتور اشتفان زيمونى المستشار الثقافى لسفارة المجر معرض «حروف وكلمات» الذى استضافه المركز الثقافى المجرى بالقاهرة مستعرضاً ألواناً مختلفة من فنون الخط العربى لتسعة عشر خطاطًا، على رأسهم الفنان صلاح عبد الخالق قوميسير المعرض، وفنانون من وزن مصطفى خضير، وحمادة الربع، ويسرى حسن، ومنيب أوبرادوفيتش، ومحمد الجوهرى، وحسانين مختار، وسمر قطارية، وفاطمة ربيع وغيره.

وعلى تعدد أنشطة التبادل الثقافي والفني بين العالم العربى واوروبا يجد زيمونى فى فن الخط العربى على وجه الخصوص قدرة فريدة على إظهار السمات الحقيقية للثقافة العربية والإسلامية، فهو يقول إن الخط العربى هو الأداة الأهم على الإطلاق فى إظهار سماحة الثقافة العربية وقدرتها على استيعاب الآخر، ودليله فى ذلك أن الآيات القرآنية على سبيل المثال تتطرق للديانات الثلاث دون تفريق، وتظهر وجهاً آخر مغايراً لما يسوقه الإعلام الغربى الذى يلخص العرب فى مجموعة من السمات المصطنعة، وغير الموضوعية.

ويشعر اشتفان زيمونى بالإمتنان لموقعه كمستشار ثقافى لبلاده فى العاصمة المصرية، فمصر بالنسبة له هى مفتاح العالم العربى، والإستثمار الثقافى هنا سينعكس بالتأكيد فى تعزيز التقارب بين الثقافة العربية والأوروبية بشكل عام.
ويبدو زيمونى متفائلاً بالتطور الذى يشهده التعاون الثقافى بين مصر والمجر، فاتفاقية التبادل الثقافى التى تم توقيعها بين البلدين فى 1975، والتى تخضع للتحديث كل ثلاث سنوات، تسير برأيه بشكل مرضى، حيث تضاعف أعداد الطلاب المستفيدين من برامج التبادل الثقافى على الجانبين، كما شهد تعليم اللغة المجرية فى مصر تطوراً غير مسبوق لم يعد قاصراً على دورات تعليم اللغة المجرية بالمركز الثقافى، حيث تم افتتاح قسم خاص بتدريسها فى جامعة عين شمس، كما كثف الجانب المجرى أيضاً من جهود الترجمة من المجرية إلى العربية من دون وسيط من لغة اخرى.

وفى هذا الإطار يفخر المستشار الثقافى لدولة المجر بأن المكتبة المصرية ستشهد خلال الأشهر القليلة المقبلة ترجمة هى الأول من نوعها لكتاب التاريخ الثقافى للمجر فى جزئه الأول، وعن اللغة المجرية مباشرة، وهو يقول "الترجمة عن المجرية هى تأشيرة الدخول إلى العالم العربى" وهو يرى أن المهمة، أى التقريب بين الثقافتين، طويلة المدى، ومبنية على التراكم، ففى العام الماضى نظم معرض شبيه فى العاصمة المجرية ضم عدداً كبيراً من الخطاطين المصريين والعرب، وكان نواة المعرض الحالى فى القاهرة والذى ستعقبه سلسلة من المعارض تدور العواصم الأوروبية واحدة بعد أخرى. فعضوية المجر فى الاتحاد الأوروبى برأيه تحتم عليها الإسهام بقوة فى ترسيخ السلام بين الثقافات على مستوى الاتحاد من جهة والعالم العربى من الجهة الأخرى. إلا أنه على تفاؤله الكبير بمستقبل الحوار الثقافى بين العالمين، يشعر بأن الجهود الثقافية العربية فى أوروبا لم تصل بعد إلى مستوى التحديات، ومثال ذلك إغلاق المركز الثقافى المصرى فى العاصمة المجرية بودابست منذ عامين، وأياً كانت أسباب هذا القرار برأيه فإن هناك حاجة ملحة للتواجد الثقافى المصرى هناك، بحيث لا تكون قاصرة على التبادل الأكاديمى، أو الجهود الفردية رغم أهميتها، وإنما بتضافر الجهود الرسمية وغير الرسمية لتكثيف الحضور المصرى، وهو يدعو المؤسسات الثقافية فى مصر للإنخراط لعرض انشطتها الثقافية، ويقول "نحن فى المجر متلهفون تماماً لكل ما هو مصرى، وأذرعنا مفتوحة لثقافتكم الرائعة بكل أشكالها".
منشور بمجلة البيت، الاهرام، عدد مايو 2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق