الجمعة، 18 سبتمبر 2009

هالة مصطفى والسفارة فى العمارة

كتبت: ناهد نصر
موقف النخبة الصحفية والمثقفين من الدكتورة هالة مصطفى يشبه مشهد عيد الميلاد فى فيلم "السفارة فى العمارة"، ففى اللحظة التى اكتشف فيها ضيوف الحفل أن بينهم السفير الإسرائيلى، تحول مضيفهم من بطل قومى إلى خائن وعميل.ولم يفاجئنى ما قالته الدكتورة هالة حول أن مثيرى حملة الكراهية ضدها مصابون بمرض الازدواجية، لأن بعضهم مارس فعل "التطبيع" أو على الأقل لا يرفضه. كما لم تفاجئنى تصريحات عدد من القانونيين والحقوقيين الذين أكدوا أن الهجوم على "المطبعين" انتهاك لحريتهم فى التعبير، لكنهم فى الوقت نفسه يتمنون ألا يضطرون للدفاع عن أحدهم لأنها "مخاطرة غير محسوبة".وليس المهم أن تكون رافضاً لإقامة علاقات سوية مع إسرائيل أم لا، لكن المهم أن تعرف "لماذا؟". وسواء كنت تطبيعياً أو غير ذلك لا تندفع فى الإجابة على السؤال. أى لا تقل مثلاً إن رفض كل العلاقات مع إسرائيل حكومة وشعباً هو الوسيلة المثلى للضغط على هذه الدولة العسكرية التى لا تحترم الشرعية وحقوق الإنسان. كما لا تحاول إقناعى بأن إقامة علاقات سوية شاملة كاملة مع إسرائيل هو الذى سيضغط عليها ويجبرها على التخلى عن مشروعها الصهيونى. فإجابتك فى الحالتين ناقصة، وقائمة على افتراض لن يمكنك تقديم دليل واحد على صحته، إذ لا التطبيعيين، ولا المقاطعين تمكنوا من التوصل لنتيجة يمكننا من خلالها الحكم على صحة موقفهم من عدمه.وطالما كلا الفريقين يتخذ موقف "على العميانى" أى دون اختبار حقيقى للنتائج من التطبيع مع إسرائيل، فلا أفهم لماذا يعلق أحد الفريقين المشانق للآخر، إلا إذا كان يستمد من ذلك شعوراً وهمياً بالانتصار، وإراحة الضمير والبطولة الزائفة على حساب شقيقه فى الوطن، وليس على حساب إسرائيل، إذ إن الصراخ فى وجه الآخرين دون تمييز يبقى الحل الأسهل، إذا كان البديل إعمال العقل، والتفكير بهدوء فى جدوى ما نفعله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق