الأربعاء، 5 نوفمبر 2008

"مندرة" أمين التنظيم

كتبت: ناهد نصر
ما فعله أحمد عز أمين الوطنى فى آخر أيام مؤتمر الحزب مثير للاهتمام! فالرجل حاول الظهور بمظهر السياسى المحنك وهو يدير إحدى جلسات المؤتمر. فعلى الرغم من كل ما أثير ويثار حوله بدا متمكناً من الإمساك بخيوط موضوع الجلسة ببراعة، مُصِرّاً فى بعض الأحيان على الحديث باسم المواطن، حتى لتحسب أنه يشعر به بالفعل. فهو يحاور وزير الإسكان الذى حاول الهروب مراراً وتكراراً من سؤال له عن جودة مياه الشرب فيقول عز: "أنا نائب ريفى وأعرف هذه المشاكل". ويقول أيضاً مدللاً على كلامه "يجيلك واحد وأنت قاعد فى المندرة، ومعاه كباية مية، ويقولك بص يا حاج أحمد، هى دى المية اللى بنشربها"، وبينما استغرق الوزير، الذى فوجئ على ما يبدو، فى الكلام حول أن ألمانيا نفسها تعتمد على الآبار الارتوازية وأن الأرقام تقول...، باغته عز "الأرقام معروفة، وإحنا مش بنسأل على ألمانيا" ثم يقول اسمحلى أن أصر على سؤالى. أمين تنظيم الوطنى يطلب من وزير حكومة الوطنى أن يسمح له بالإصرار على سؤاله حول خطة وزارته لمكافحة تلوث مياه الشرب، ثم إنه "يفرمل" كلام سيادة الوزير بحجة أن الأسئلة "كتير" وعليه أن يلتزم بالإجابة على ما يطرحه عليه، وفقط. إدارة عز للجلسة لفتت انتباه أمين إعلام الوطنى أيضاً، حيث استهل على الدين هلال المؤتمر الصحفى الذى أعقبها بالضحك قائلاً "لدرجة أن أمين التنظيم كان بيقول اسمحلى أصر على سؤالى"، وحين سألت صحفية أحمد عز عن السبب فى هجومه الشديد على المعارضة بدت إجابته واثقة ودقيقة "القواعد والأمناء فاض بهم الكيل، وكان لازم وقفة"، وحين سؤاله عن موقفه من الإخوان، قال: بلا تردد "غلطة الحزب، ولن تتكرر". أمين الإعلام الذى بد أنه غير راض عن محاولات عز التعدى على دوره العتيد فى الحزب بوصفه منظره، صعد عدة مرات إلى المنصة ليكرر إجابات عز، دون أن يزيد عليها حرفاً سوى قوله "ماتتخيلوش إن فيه عضو فى الحزب بيجاوب من نفسه، لأن كل شئ متفق عليه حزبياً". انتهت الجلسة، ولم نعرف ما هى خطة الحكومة لمواجهة تلوث مياه الشرب. كما انتهى المؤتمر كله ولم نعرف على وجه الدقة ما جديد الوطنى. لكن الأكيد أن "صوابع الحزب مش زى بعضيها" وأن بعضاً من قياداته تحاول جاهدة أن تتعلم "لعبة السياسة" وتعرف أنه رغم أن العجلة تدور فى الفراغ ، فقد يكون من المناسب الظهور بمظهر الحزب الذى يحاسب حكومته، وأن السبيل إلى الناس لن يكون بالمزيد من شعارات من نوع "بلدنا بتتقدم بينا"، وأن "الفكر الجديد" ينبغى أن يعتمد على التعبير عن نبض الشارع، حتى لو لم يفض ذلك إلى إنجاز ملمو س على أرض الواقع. وهى معادلة بدا أن عز يدركها جيداً، وبدا أيضاً أن هناك الكثير تحت رماد الوطنى ستكشف عنه الأيام القادمة.